أولاً، للأطفال:
هل تعرفون كيف تفكر أجهزة الكمبيوتر؟
عادةً، الكمبيوتر يفكر بطريقة بسيطة جدًا: إما "نعم" 👍 أو "لا" 👎، إما "تشغيل" 💡 أو "إيقاف" 🚫، إما "أبيض" ⚪ أو "أسود" ⚫. مثل مفتاح النور في غرفتكم، إما مضاء أو مطفأ، صحيح؟
لكن، فكروا معي لحظة! 🤔 هل كل شيء في حياتنا هكذا بسيط؟
- الجو مثلاً: هل الجو دائمًا إما "حار جدًا" 🔥 أو "بارد جدًا" 🥶؟ بالطبع لا! أحيانًا يكون الجو "دافئًا ولطيفًا" 😊، أو "باردًا قليلاً" 🌬️، أو "معتدلاً" 👌. هناك الكثير من الأحوال بين الحار جدًا والبارد جدًا!
- طولكم: هل أنتم إما "طويلون جدًا" 🦒 أو "قصيرون جدًا" 🐜؟ لا! هناك من هو "طويل قليلاً"، ومن هو "أقصر بشوية"، ومن هو "متوسط الطول".
- الألوان: عندما نخلط اللون الأحمر ❤️ والأبيض 🤍، هل نحصل فقط على أحمر أو أبيض؟ لا! نحصل على اللون "الوردي" الجميل بكل درجاته! 💖
هنا تأتي المشكلة! كان من الصعب على أجهزة الكمبيوتر الذكية أن تفهم كل هذه الأشياء "اللي في النص" أو "المُختلطة". كانت تفهم فقط الأبيض والأسود، ولم تكن تفهم اللون الرمادي أو الوردي!
لكن لا تقلقوا! جاء عالم ذكي جدًا اسمه "لطفي زاده" 🧠✨!
فكر العم لطفي وقال: "لماذا لا نُعلّم الكمبيوتر كيف يفهم هذه الأمور غير الواضحة تمامًا؟ مثلما نفهمها نحن؟" 🤔💡
فاخترع طريقة رائعة سماها "المنطق الضبابي" (Fuzzy Logic). لا، لا يعني هذا أن المنطق غير واضح أو مشوش! 🌫️ بل يعني أنه يساعد الكمبيوتر على فهم الأشياء التي ليست مجرد "نعم" أو "لا".
تخيلوا معي! بفضل اختراع العم لطفي، أصبح الكمبيوتر يفهم كلمات مثل:
- "قليلاً"🤏
- "جدًا" 👍
- "إلى حدٍ ما" 😊
- "شوية" 👌
إذًا، كيف يساعدنا هذا المنطق الضبابي الرائع في حياتنا اليومية؟ إليكم أمثلة مدهشة:
- الغسالة الأوتوماتيكية 🧺: كيف تعرف الغسالة كم ملابسكم متسخة؟ هل هي فقط "متسخة" أو "نظيفة"؟ لا! بفضل المنطق الضبابي، يمكنها أن تعرف إذا كانت الملابس "شوية متسخة" أو "متسخة جدًا بالطين"! وبناءً على ذلك، تقرر كم من الوقت تحتاج للغسيل وكم صابون ستستخدم. أليس هذا ذكيًا؟ ✨
- مكيف الهواء في البيت أو السيارة 🚗💨: المكيف لا يجعل الجو فجأة "باردًا كالثلج" 🥶 أو "حارًا كالنار" 🔥. بل يستخدم المنطق الضبابي ليجعل درجة الحرارة "مناسبة تمامًا" 😊 أو "أبرد قليلاً" أو "أدفأ قليلاً"، حتى تشعروا بالراحة.
- الكاميرا في هاتفكم 📱📸: هل لاحظتم كيف أن صوركم تطلع واضحة حتى لو اهتزت يدكم "شوية" وأنتم تصورون؟ المنطق الضبابي يساعد الكاميرا على فهم هذه "الاهتزازة الصغيرة" وتعديل الصورة لتبقى جميلة وواضحة!
- بعض الألعاب 🎮: كيف يعرف الوحش في اللعبة أنه "قريب منك جدًا" أو "بعيد قليلاً"؟ المنطق الضبابي يساعده ليتصرف بذكاء أكبر!
إذًا، العم لطفي زاده باختراعه "المنطق الضبابي" جعل أجهزة الكمبيوتر والروبوتات والأجهزة من حولنا أذكى بكثير! 🎉 أصبحت تفهم عالمنا المليء بالألوان والدرجات المختلفة، وليس فقط الأبيض والأسود. وهذا يساعدنا في كل شيء، من غسل ملابسنا إلى التقاط صور جميلة وحتى في جعل القطارات تسير بسلاسة وأمان! 🚇
ثم للكبار:
من الصعب تكييف العقلية الثنائية للذكاء الاصطناعي الحاسوبي، حيث يكون الشيء إما في حالة "تشغيل" أو "إيقاف"، أو "أبيض" أو "أسود"، أو "حار" أو "بارد"، مع الغموض الطبيعي الذي نواجهه في الحياة اليومية. على سبيل المثال، قد نتفق جميعًا على أن الجو يعتبر "باردًا" رسميًا عندما تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة - ولكن هذا لا يعني أنه كان "حارًا" عند 42 درجة. أُطلق على لطفي زاده لقب "أبو المنطق الضبابي" لاكتشافه طريقة رياضية لتحليل البيانات التي لا تندرج بدقة ضمن هذه الفئات الحادة كالأبيض والأسود. يسمح المنطق الضبابي للحاسوب بتصنيف الأشياء بأنها "باردة إلى حد ما" أو "باردة جدًا" - وهي خطوة تبدو بديهية بالنظر إلى أن هذه هي الطريقة التي تعمل بها أدمغتنا أيضًا، ولكنها خطوة اخترقت العمليات الصارمة السابقة للذكاء الاصطناعي. وقد فتح ذلك الأبواب أمام أنظمة تكيفية لم يكن من الممكن تصورها من قبل - بدءًا من مرشحات البريد الإلكتروني المزعج، مرورًا بالتحكم في محطات الطاقة النووية، وصولًا إلى قطارات الأنفاق ذاتية القيادة.
وُلد زاده في باكو بأذربيجان ونشأ في إيران. حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية (B.S.E.E.) من جامعة طهران عام 1942، ودرجة الماجستير في الهندسة الكهربائية والإلكترونية (M.S.E.E.) من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عام 1946. ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة كولومبيا عام 1949، حيث ظل عضوًا في هيئة التدريس حتى عام 1959، ثم انتقل إلى جامعة كاليفورنيا، بيركلي، حيث يشغل الآن منصب أستاذ فخري. كما أنه يشغل منصب مدير معهد بيركلي للحوسبة المرنة (Berkeley Institute of Soft Computing) منذ عام 1991.
نُشرت أول ورقة بحثية لزاده حول نظرية المجموعات الضبابية في عام 1965. وقد وضعت الورقة طريقة منهجية لتحديد كمية المصطلحات التي يميل البشر إلى تجربتها بشكل ذاتي. أصبح من الممكن الآن إعطاء البرودة والظلام والحجم رقمًا على مقياس يحدد مدى برودتها أو ظلمتها أو حجمها. وفي عام 1973، اقترح نظريته حول المنطق الضبابي للتعامل مع هذه المجموعات. لم يكن النظام نفسه "ضبابيًا" - بل في الواقع، وضع النظام قواعد منطقية صارمة لكيفية التعامل مع المفاهيم - كانت المفاهيم نفسها فقط هي التي تم تعريفها عبر نطاق من القيم. لم تحظَ أفكار زاده بالقبول فورًا؛ فقد استغرق الأمر عقدين من الزمن تقريبًا قبل أن يبدأ مجال علوم الحاسوب، الذي كان يركز بشدة على الأنظمة الثنائية، في إيلاء أفكاره الاهتمام الذي تستحقه. ومع ذلك، واصل زاده تطوير وتعزيز أفكاره، ويُعتبر المنطق الضبابي الآن على نطاق واسع نقلة نوعية حقيقية في كيفية تمكين الذكاء الاصطناعي من التفاعل مع العالم بطريقة أقرب قليلًا إلى طريقة عمل الدماغ البشري. على المستوى العملي، يُدمج المنطق الضبابي في طيف واسع من التكنولوجيا الحديثة - فقد استُخدم في نظام تثبيت السرعة في السيارات، وتثبيت الصورة في كاميرات الفيديو، وتحسين قطارات الأنفاق، والجدولة الآلية للحافلات والقطارات، والتنبؤ بالزلازل، وحتى تشخيص السرطان.
تتركز أبحاث زاده الحالية على المنطق الضبابي، والحوسبة بالكلمات، والحوسبة المرنة (Soft Computing) - وهو نظام أوسع يهدف إلى الجمع بين جميع الأنظمة والتقنيات الرياضية ذات الصلة للتعامل مع المعلومات غير المؤكدة. حصل زاده على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة هوندا، ووسام الشرف من معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE Medal of Honor)، وميدالية ريتشارد هامينغ من معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE Richard Hamming medal)، وجائزة روفوس أولدنبرغر من الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين (ASME's Rufus Oldenburger Award)، وجائزة آلان نيويل من رابطة مكائن الحوسبة (ACM Allen Newell Award). وهو عضو في الأكاديمية الوطنية للهندسة (National Academy of Engineering).
مصادر ومراجع للمعرفة الإضافية:
- Lotfi Zadeh's Faculty Page (UC Berkeley): غالبًا ما تحتوي صفحات أعضاء هيئة التدريس على قائمة بالمنشورات والسير الذاتية. (ابحث عن: "Lotfi Zadeh UC Berkeley ECCS")
- Example Link (may change): https://www2.eecs.berkeley.edu/Faculty/Homepages/zadeh.html (Note: Prof. Zadeh passed away in 2017, so this might be an archived page).
- Zadeh's 1965 Paper on Fuzzy Sets:
- Zadeh, L. A. (1965). Fuzzy sets. Information and Control, 8(3), 338–353. (يمكن البحث عنه في قواعد البيانات الأكاديمية مثل Google Scholar, IEEE Xplore).
- Zadeh's 1973 Paper on Fuzzy Logic:
- Zadeh, L. A. (1973). Outline of a New Approach to the Analysis of Complex Systems and Decision Processes. IEEE Transactions on Systems, Man, and Cybernetics, SMC-3(1), 28–44. (متوفر أيضًا في قواعد البيانات الأكاديمية).



